غفوة عين تأليف رامى الجنزورى
أراهم يمهدون لشئ ما من أجلى منذ أيام ... لا أعلم ماهى المناسبة ... و لكن يبدوا أن الوقت قد حان !!
أرى أمى تذهب و تأتى داخل شقتنا و معها أخى الكبير !!
و على غير عادة يأتى أبى من عملة و مازال النهار !!
حيث إعتدت أن أراة دائما بعد غروب الشمس بساعات !
يدور حديث بين أمى و أبى و أخى الكبير ... أعتقد أن هذا الحديث عنى !!
و لكنى لا أفهم ما يقولون ... فألتفت الى (السيارة اللعبة) التى أقوم بتحريكها عشوائيا ... ثم أحمل هذة الدمية الصغيرة التى كانت على شكل العسكرى و أحركها لأتخيلها تتحدث مع السيارة ، و لكن يجذب إنتباهى جملة تتكرر فى الحديث عنى !!
حيث يقولون أننى بلغت من العمر 3 سنوات !!!
لا أعلم ما يعنى هذا و لكن يبدوا أن هذة الجملة هى محور الحديث !! أسمع بكاء أختى الرضيعة ... فتذهب أمى ثم تعود و هى تحملها و تضمها على صدرها ، فقمت من وسط (الألعاب) المبعثرة لكى أرى (النونة) و أقبلها !!
و لكن عندما ذهبت الى أمى و جهت الى نظرتها الحنونة و إبتسمت .. و قالت لى بعض العبارات التى لا أفهمها و لكن يبدو أنها عبارات أحب أن أسمعها!!
و جدت الجميع ينظر الى و يبتسم ... أمى ... أبى ... أخى الكبير !! نظرت الى (النونة) أريد أن أقبلها و لكن نامت ... فقامت أمى ووضعتها على الفراش شعرت بحركة متزايدة مفاجأة فى المنزل مرة أخرى من كل الموجودين !! فقام أبى و أرتدى ملابس المنزل و إتجة الى الفراش ، و رأيت أخى أيضا إتجة الى الفراش ! إنة حقا شئ عجيب الشمس ما زالت مشرقة و يتبقى على غروبها بعض الوقت القصير !!
عادت أمى مرة أخى ثم حملتنى على زراعها و ألبستنى ملابس جديدة و مشطط شعرى (بالفرشاة) ووضعتنى على الفراش الخاص بى !! و لكن الشمس لم تغيب بعد و المعتاد أن النوم ليلا ! قبلت أمى جبهتى ... ثم أمسكت بهذا الجهاز الصغير ووضعت فية قرص أزرق (طارد الحشرات) ثم أوصلتة بالكهرباء و ذهبت هى الأخرى الى الفراش بجوار أختى الرضيعة !! بدأت رائحة القرص تنبعث من الجهاز ... هذة الرائحة تجعلنى أشعر بالنعاس !!
مازالت الشمس مشرقة و يتبقى على غروبها ساعة إلا أن الهدؤ ساد ... ذهبوا فى النوم ... و لكن يبدو أن هذا النوم الغير معتاد فى تلك الوقت من أجلى !! تقابلت جفون عينى الصغيرة و إنضمت ... بدأ الدوار فى رأسى ... هدؤ يسود أكثر ... أسمع كلام أول النوم (الهلاوس غير حقيقى) فى أذنى !!
أنفتحت أبواب مملكة النوم على مصراعيها و خطوت فيها بخطايا الصغيرة ... أشعر أن خطايا المتقاربة تبتعد و أبتعدت عن الأرض من طول قامتى ... و أشعر بخشونة الشعر الأسود على وجهى .. و أرى زراعى الصغير أصبح منفوخا بالعضلات!
أنغمست فى أصوات و الوان و أضواء !
عبارات ... ضحكات ... أحزان ... تأنيب ... رضا ... خوف ... أمان ... حنين !!! شعرت أن هذة النومة هى الأبدية التى لن أصحو منها أبدا ... و إن صحوت منها ....لن أجدنى .
|